الأربعاء، 14 يناير 2015

أبوك


أبوك ..
تلبس حذائه فتتعثر من كبر حذائه لصغر قدمك
تلبس نظارته تشعر بالعظمة
تطلبه مفتاح سيارته وتحلم أنك هو وأنك تقودها.
يخطر في بالك شيء تافه فتتصل عليه وقت دوامه ويرد ويتقبلك بكل صدر رحب ولاتعلم ربما مديره وبخه أو زميله ضايقه أو مصاريفكم أثقلته
وتطلبه بكل هدوء :
"بابا جيب معاك عصير فراولة"
ويرد :
من عيوني! !، بس خلك رجال ولا تعذب أمك! !!.
يأتي البيت وقد أُرهق من الدوام والحر والزحمة ونسي طلبك.
فتقول :بابا وين العصير؟
فيتعنى ويخرج ليحضر لك طلبك التافه بكل سعادة متناسيًا إرهاقه!!!.
واليوم .........
لاتلبس حذائه ؛بسبب ذوقه القديم!!!.
تحتقر ملابسه أغراضه وسيارته- التي كنت تباهي بها أصحابك- ؛لأنها لاتروق لك،
وكلامه لايلائمك! !!.
وحركاته تشعرك بالاشمئزاز! !!، ويصيبك الإحراج منه لو قابل أصحابك !
تتأخر فيقلق عليك ويتصل بك!!!، فتشعر بأنه يضايقك وقد لا ترد عليه إذا تكرر الإتصال والقلق!!!!.
تعود للبيت متاخراً فيوبخك؛ ليشعرك بالمسؤولية، ويستمر في مشوار تربيتك ؛لأنه راع،
وكل راع مسؤول عن رعيته، فترفع صوتك عليه، وتضايقه بكلامك، وردودك فيسكت
ليس خوفاً منك بل صدمةً منك!
بالأمس في شبابه يرفعك على كتفه، واليوم أنت أطول منه بكثير! !!.
بالأمس تتلعثم في الكلام وتخطيء في الأحرف واليوم لايسكتك أحد! !!!.
تناسيت..
مهما ضايقك فهو وااااالدك..
كما تحملك في طفولتك، وسفهك، وجهلك؛
فتحمّله في مرضه ،و شيخوخته
أحسن إليه ..
فغيرك يتمنى رؤيته من جديد.
سألوني أي رجل تحب؟
فـقلت :
من انتظرني تسعه أشهر
واستقبلني بفرحته،
ورباني على حساب صحته.
( منقول وليس كتابتي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق