السبت، 28 مارس 2020

من #مقاصد سورة الضحى

من #مقاصد سورة الضحى
تذكير الله نبيَّه ﷺ بما أكرمه به في صِغَره وشبابه وكِبَره، وإبطالُ قول المشركين فيما زعموا بأنَّ الله هجر النبي ﷺ وأبغضه عند انقطاع الوحي، وتبشيره ﷺ بما أُعِدَّ له من الكرامات في الآخرة، وأَمْرُه بالشكر على تلك النِّعَم بما يناسبها؛ كالعطف على اليتيم، ورحمة المحتاجين.
#تفسير_وتدبر من تطبيقى آيه ومصحف_التدبر
﴿وَٱلضُّحىٰ (١) وَٱلَّیۡلِ إِذَا سَجَىٰ (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ (٣)﴾
أقسم الله بوقت الضحى، والمراد به النهار كله، وبالليل إذا سكن بالخلق واشتد ظلامه. ويقسم الله بما يشاء من مخلوقاته، أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير خالقه، فإن القسم بغير الله شرك. ما تركك -أيها النبي- ربك، وما أبغضك بإبطاء الوحي عنك.
• هي تسليةٌ للنبيِّ ﷺ؛ أن الله هو مربِّيكْ، وهو كافلك وراعيكْ، ولن يدعَك أو يجفوَك، فأحسن الظنَّ دومًا بربِّك تجده عند ظنِّك.
﴿وَلَلۡـَٔاخِرَةُ خَیۡرࣱ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ (٤) وَلَسَوۡفَ یُعۡطِیكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰۤ (٥)﴾
ولَلدار الآخرة خير لك من دار الدنيا، ولسوف يعطيك ربك -أيها النبي- مِن أنواع الإنعام في الآخرة، فترضى بذلك.
• بشرى لرسول الله ﷺ؛ أن الله مدَّخرٌ له من الخيرات أضعافَ ما آتاه في الدنيا من نعيم الطاعة، ولذَّة العبادة.
• اجعل الآخرةَ همَّك ومَطمحَك يكفِكَ الله همَّ الدنيا، ويجعل غناكَ في قلبك، ويؤتِكَ من خيرَي الدنيا والآخرة.
• كم من العطاءات التي منحَها الله سبحانه لنبيِّه ﷺ؛ تشمل ما يرجوه لنفسِه ولأمَّته، وهي عطاءاتٌ تنتظر كلَّ مسلمٍ التزم منهجَه، واقتفى أثرَه.
﴿أَلَمۡ یَجِدۡكَ یَتِیمࣰا فَـَٔاوَىٰ (٦) وَوَجَدَكَ ضَاۤلࣰّا فَهَدَىٰ (٧) وَوَجَدَكَ عَاۤىِٕلࣰا فَأَغۡنَىٰ (٨)﴾
ألم يَجِدْك من قبلُ يتيماً مات أبوك وأنت حَمْل في بطن أمِّك، فآواك ورعاك؟ ووجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان، فعلَّمك ما لم تكن تعلم، ووفقك لأحسن الأعمال؟ ووجدك فقيراً، فساق إليك رزقك، وأغنى نفسك بالقناعة والصبر؟
• لا تبتئس أيها اليتيمُ، أفلا يرضيك أن يكونَ الله كفيلًا لك راعيًا لشؤونك، كما كان لنبيِّه اليتيم مُؤويًا ومُعينًا؟ فتوكَّل عليه وحدَه، وهو حسبُك ونعمَ الوكيل.
• الهداية بعد الحَيرة، والإيمان بعد الكفر لا تعدلهما منَّة ونعمة، فلنحمَد الله عليهما، ولنسأله الثباتَ وحسنَ الختام.
• إذا ما تحقَّق العبد أن الله وحدَه هو المعطي المانع، رضيَ بقضائِه، وشكرَه على نَعمائِه، وفزع إليه في كشف ضرَّائِه، وهذا جوهرُ غنى القلب.
﴿فَأَمَّا ٱلۡیَتِیمَ فَلَا تَقۡهَرۡ (٩) وَأَمَّا ٱلسَّاۤىِٕلَ فَلَا تَنۡهَرۡ (١٠) وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ (١١)﴾
فأما اليتيم فلا تُسِئْ معاملته، وأما السائل فلا تزجره، بل أطعمه، واقض حاجته، وأما بنعمة ربك التي أسبغها عليك فتحدث بها.
• قال قَتادة: كن لليتيم كأبٍ رحيم؛ {فأمَّا اليَتيمَ فلا تَقهَر}، ورُدَّ السائلَ برحمةٍ ولين؛ {وأمَّا السَّائِلَ فلا تَنهَر}.
• بين الإعلانِ بالعمل تحدُّثًا بنِعَم الله، والإعلانِ به غرورًا ورياءً فرقٌ رقيق دقيق، ينبغي مراعاتُه، والاحتراس من تجاوزه وتخطِّيه.
• التحدُّث بنِعَم الله من دواعي شُكرها، وموجبات تحبيب القلوب بمَن أنعم بها، فإنَّ القلوب مجبولةٌ على حبِّ مَن أحسن إليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق