أدلة توحيد الأسماء والصفات :
أدلة هذا النوع من التوحيد في القرآن الكريم، والسنة الصحيحة، كثيرة جدا بل إنه لا تخلو سورة من سور القرآن، ولاصفحة من صفحاته، من ذكر صفات الله وأسمائه، فتجده يذكرها ويذكر بها في مختلف موضوعاته، من توحيد، وعبادة وتشريع، وفي مقام أمره ونهيه، ووعده و وعیده، وقصصه وأمثاله، ونذكر لك في هذا المقام سورة جامعة في توحيد الأسماء والصفات، وأعظم آية من آي القرآن.
فأما السورة، فهي سورة الإخلاص، التي تعدل ثلث القرآن، كما أخبر المصطفی صلى الله عليه وسلم حيث يقول الله عز وجل: {قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد}
فهذه السورة العظيمة تضمنت إثبات كل كمال الله عز وجل، ونفي كل نقص عنه، فقد أخبر سبحانه فيها أنه هو الله الأحد الصمد، وأنه لم يلد ولم يولد، وليس له کفو، ومعنى الأحد، الذي لا شبيه له ولا نظير فيدل هذا الاسم الكريم على أن الله سبحانه ليس كمثله شيء في صفات الكمال الثابتة له ومعنى الصمد السيد الذي يصمد إليه في الأمور ويقصد في الحوائج والتوازن فيدل هذا الاسم على أن الله وحده هو المستحق لأن يقصد بالحوائج والمسائل ، ولا يبطل هذا الاستحقاق بذهاب من يذهب عن الحق ويضل السبيل، فيقصد الخلق، ويعرض عن الخالق جل وعلا، لأنه إذا كان الله هو الخالق والمدبر لما خلق، لا خالق غيره ولا مدبر سواه، فالإعراض عن قصده سبحانه جهل وحمق ، لأن الأمر كله بيده وهكذا أثبت اسم الأحد نفي جميع صفات النقص عن الله عز وجل ، فإن هذا الاسم (الصمد) قد أثبت لله تعالى جميع صفات الكمال والجلال.
ومن هنا ندرك لم أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام أن هذه السورة تعدل ثلث القرآن الكريم فإنها قد تضمنت عقيدة الإسلام كلها، القائمة على إثبات صفات الكمال للخالق ونفي صفات النقص عنه، واستحقاقه سبحانه للعبادة والتوجه إليه. والقرآن بمجموعه عقيدة تبين للعباد مايجب عليهم من معرفة الله وأسمائه وصفاته، وشريعة تبين لهم حقوقهم وواجباتهم، وكيفية التعامل بينهم، وأخبار وقصص تبين للعباد سنن الله في معاملة الخلق، وتفصل لهم ثواب الله وعقابه، ووعده ووعیده، يقول ابن القيم في بيان حقيقة هذه السورة:(سورة الاخلاص متضمنة لتوحيد الاعتقاد والمعرفة وما يجب إثباته للرب تعالى من الأحدية المنافية لمطلق المشاركة بوجه من الوجوه، والصمدية، ونفي الولد والوالد الذي هو من لوازم الصمدية، ونفي الكفو المتضمن لنفي التشبيه والتمثيل والتنظير، فتضمنت هذه السورة اثبات كل كمال له، ونفي كل نقص عنه، ونفي إثبات شبیه أو مثيل له في كماله، ونفي مطلق الشريك عنه، وهذه الأصول هي مجامع التوحيد العلمي الاعتقادي الذي يباین صاحب جميع فرق الضلال والشرك).
٦٨٠أنت و٦٧٩ شخصًا آخر
٢٧ تعليقًا
١٢٣ مشاركة
أعجبني
تعليق
مشاركة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق