صفحة معجبين
تهنئة الكفار بأعيادهم
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
اجتنبوا أعداء الله في عيدهم.
(التاريخ الكبير للبخاري رقم 659)
قال الإمام الذهبي:
فإن قال قائل: أنا لا أقصد التشبه بهم؟
فيقال له: نفس الموافقة والمشاركة في أعيادهم ومواسمهم حرام، بدليل
ما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ
(نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها)،
وقال:
(إنها تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار )،
والمصلي لا يقصد ذلك،
إذ لو قصده كفر،
لكن نفس الموافقة والمشاركة لهم في ذلك حرام.
(تشبُّه الخسيس بأهل الخميس ص37)
قال الشيخ ابن عثيمين:
تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حــرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيم في كتابه
(أحكام أهـل الذمـة)،
ثم قال:
(فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات
وهو بمنـزلة أن يهنئه بسجوده للصليب ..
فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه).
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حرامًا وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم،
لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعـائر الكفر، ورضىً به لهم،
وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه،
لكن يحـرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره.
وإذا هنؤونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك، لأنها ليست بأعياد لنا،
ولأنهـا أعياد لا يرضاها الله تعالى،
لأنهـا إما مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة،
لكن نسخت بدين الإسلام.
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام،
لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .. وكذلك يحـرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهـذه المناسبة.
(مجموع فتاويه 44/3)
وإذا وجد حرجاً في عدم الرد عليهم إذا ابتدؤوه بالتهنئة فليرد برد عام،
كأن يقولوا له: "عيد سعيد"
فيرد عليهم: "وأنتم بخير،
أو: وأنتم في سعادة" ونحو ذلك مما يكون ردا عاما لا تهنئة بعيدهم المحرم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق