الأربعاء، 9 يناير 2019

عمتي سناء

تمت مشاركة ‏منشور‏ من قبل ‏‎Koky Noor‎‏.
فاطمة القشيري
اسمي محمود....سني 30 عاما.
كنت طفلا في السابعة عندما سمعت عن طلاق عمتي سناء
ومجيئها للإقامة في بلدتنا
توقعت أن أري إنسانة حزينةمن ردود أفعال أمي وزوجات عمي
لكن المفاجأة أن عمتي كانت مبتسمة
عندما كبرت عرفت أن زوجها طلقها لعدم إنجابها...و أنها مصابة بضمور في الرحم ...رحمها رحم طفلة
لكن عمتي لم تكن ناقمة
حتى عليه
كانت تقول في ثقة
غصبا عنه....هو محتاج للخلفة.
أمي كانت تصاب بارتفاع الضغط لأن عمتي ليست ناقمة على زوجها الذي طلقها و أعادها إلى مصر
لكن عمتي كانت تقول جملة غريبة (الرفق أحلي زينة)🌹
لم أكن أفهمها
لكني مع الوقت فهمت
عمتي إنسانة رفيقة
تربت أن التماس الأعذار والرفق بالآخرين هو أهم شيء
كانت تعاون أمي و زوجات عمي في تربيتنا
تحكي القصص
وتساعد في الرعاية
بلا أي عصبية
وعندما كانت أمي تجري ورائي لتضربني
كانت عمتي تقول ده سندك حد يضرب سنده ؟
تتراجع أمي
طالما أحببت عمتي
رغم أنها من ناحية الشكل كانت غير جميلة
المدهش أن زوجها تواصل يريد إعادتها إلى عصمته
وكان قد أنجب
لكنها اعتذرت
سمعته يقول لها أريدك أن تربي أبنائي
لكنها ردت عليه ربنا يوفقك
أمي الغالية كانت عصبية جدا
وعمتي كانت هادئة جدا
و أصاب أمي مرض احتاجت معه إلى ملازمة المستشفى
لكن عمتي قامت برعايتنا
عمتي كانت تقول 🌹الرفق زينة🌹
وفهمت إنها تعني الهدوء
لا تضرب
ولا تنفعل
وكانت تقول أن الإنسان أحوج مخلوق إلى الرفق و لا أنسى عندما كادت شجرة 🌳تموت بحديقة المنزل
فعطفت عمتي على الشجرة
و اهتمت بها
حتي عادت إلى النمو
عمتي هي التي علمتني الصلاة
قلت لها مش ربنا عظيم طيب ليه عاوز مننا الصلاة هتفيده بإيه؟ ؟
قالت بهدوء هو اللي يتصل بملك الملوك هو اللي يستفيد ولا الملك يا محمود؟
إحنا بنصلي لينا إحنا لمصلحتنا إحنا
إحنا محتاجين ده
أخي أحمد كان عالي الصوت
كانت تقول:
دوما أحب صوت أحمد الرائع..المنخفض.
أحمد كان يندهش
ثم فجأة بدأ يخفضه !!!
عادت أمي لتجدني أصلي و أحمد قد كف عن ارتفاع الصوت
رأيت مرة عمتي تتأمل صورة زفافها
سألتها إنتي زعلانة إنك ما خلفتيش؟ ؟
قالت: هو الخلفة بيد مين يا محمود ؟
قلت ربنا
قالت في يقين: ربنا مش هيعمل لي إلا الخير أنا مش زعلانة
بصراحة كنت بأحس ساعات إنها مفتقدة جوزها
بس مش راضية ترجع له رغم آلحاحه عشان حياته الجديدة
لكن لا أنسي يوم عاد إلى بلدنا رايته وسلم علي
جلس معها ومع أعمامي.. أقنعها بالعودة
كان نادما علي الطلاق
قلت أنا: ارجعي يا عمتو له
كانت تبكي في حجرتها
طبطبت عليها
قالت لي: زوجته الجديدة رافضة رجوعنا مش عاوزة أضيعه هو وولاده منها
قلت بغيظ: ليه يعني هي مش عارفاك ولا إيه؟
ابتسمت في حزن
زوجها كان مصرا على إعادتها.
سألته لماذا ؟
قال لي مفيش زيها ..كانت أهم من كل شئ لكن أنا كنت غبي
عمتي أصرت على عدم العودة كنت بجوارها
عندما تلقت اتصالا من زوجته الثانية صارخة متوعدة ابعدي عنه
وردت عمتي برفق حاضر
و أغلقت الخط
كنتُ منفجرا(ما زعقتيش ليه)؟
قالت بدموع (زوجة خايفة علي زوجها )
لكن تدهورت الحالة النفسية لزوج عمتي.
حتى اضطرت زوجته إلى الاتصال بعمتي ترجوها العودة إليه
كنت مندهشا
أعلم أن عمتي تحبه
وعندما عادت إليه
ردت الحياة إلى روحه
لكن المدهش هو أن كراهية زوجته لعمتي بدأت في الازدياد.
مع تحريض أولادها ضد عمتي
لكن .........عمتي كانت تصبر وتحتضنهم.
تعلقوا بها أكثر من أمهم
ثم تعلقت بها زوجة زوجها
عمتي كانت توصيه خيرا بها
وكانت تقول لها: إنت الودود الولود و أنا عاقر
عمتي قصة بجد
اليوم بعد أن توفاها الله فجأة
أقف على دفنها و إلي جواري زوجها الباكي
و أبناؤه الثلاثة
و أحمد أخويا
واتذكر كلماتها 🌹الرفق زينة🌹 يا محمود
لقد حُرِمَت عمتي الإنجاب ولكنها لم تحرم الرفق
لكل إنسان اتحرم.. ممكن ترضى وتسعد باللي متاح لك
ربنا عادل بس النفس النقية هي اللي بتشوف تعويضه
🌹 فعلاً الرفق زينه🌹
سبحان مقسم الأرزاق
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق